جمال عبدالصمد
رسالة حب وامتنان في عيد الأب
عيد "الأب" .. شكل من أشكال بر الأبناء بالآباء
أيام قليلة و تحتفل دول العالم بيوم الأب " Father’s Day" وذلك خلال الأسبوع الثالث من شهر يونيو . هذا الاحتفال بمثابة رسالة حب وامتنان لكل أب نظير ما يقدمه من مشاعر وتضحيات على مدار حياته العائلية.
رحلة "الأب" في الحياة مسيرة من العطاء ، تجعله يستحق التكريم و الثناء في كل لحظة، سواء و هو على قيد الحياة أو بعد وفاته. لذلك كان الاحتفاء بكل الآباء الذين يفنون حياتهم من أجل أبنائهم واجب.
رغم أن كلمة "أب" تتكون من حرفين، إلّا أنها تحمل الكثير من المعاني العظيمة ، وقد وصف الأب بالعديد من الصفات التي تدل وتعكس قيمة و أهمية الدور الذي يقوم به، من تلك الصفات أنه "العمود الفقري" للأسرة و "السند" و"درع الحماية "، وغيرها من الصفات العظيمة، ولكنني أعتقد أنه لا توجد ألقاب توفيه حقه الحقيقي.
"الأب" هو رمز الحنان ، ومركز الطمأنينة والسكينة للأسرة بأكملها، هو القدوة و المثل الأعلى لأبنائه الذين دوما ما يتشرفون به ويعيشون على السمعة الطيبة التي يتركها لهم، مما يجعلهم يحيون مرفوعي الرأس بين الناس بكل فخر و عزة و كبرياء.
"الأب" هو درع الأمان بالنسبة لأبنائه، و يتأثرون بغيابه سواء بسبب السفر أو العمل أو الانفصال أو الوفاة ولذلك وجود الأب ضروري في حياة أبنائه، فهو رب الأسرة الذي يعمل جاهدا على توفير سبل الراحة والحياة الكريمة لأبنائه.
"الأب" هو الصديق الوفي الذي يحفظ أسرار أولاده و يساعدهم في حل مشاكلهم. وفي تخطي العقبات، ويرشدهم إلى الطريق الصحيح ، ويدعمهم و يؤثر في شخصيتهم . "الأب" يفرح لفرح أولاده ويحزن لحزنهم، ينتابه مشاعر القلق عليهم خوفا أن يصيبهم مكروه ويتمنى لو يصاب هو بالألم بدلا عن أبنائه . مجرد ضحكة واحدة من أحد أبنائه تجعله ينسى أوجاعه وهمومه.
"الأب" يغرس في أولاده الأمانة والأخلاق و التربية الحسنة وحب الوطن والانتماء إليه، ولديه حكمة وحسن تصرف في شتى الأمور لهذا يسعى دائما لتأمين و رسم مستقبل أبنائه . كما أن دوره لا يتوقف عند هذا الحد بل يتطور عندما يصير جد لأحفاده. الجدير بالإشارة أن فكرة الاحتفال بعيد " الأب " في مصر تعود إلى الكاتب الصحفي مصطفى آمين عندما دعا في عموده “ فكرة ” إلى تكريم الأب و إظهار مشاعر الشكر و الامتنان له ، وقد بدأ الاحتفال به في شهر يناير ثم توقف إلى أن تم عودة الاحتفال به يوم ٢١ يونيو ، وذلك اقتداًء بعيد الأب العالمي الذي يحظى بشهره كبيرة بين الدول الغربية والعربية، حيث يوافق إقامته شهر يونيو مع اختلاف الأيام بين كل دولة وأخرى .
هنا علينا أن نقف و نسأل أنفسنا .. هل وفينا حقوق آبائنا؟ هل فكرنا في كيفية رد الجميل لوالدنا ؟ هل نحن مداومون على زيارة والدينا والاطمئنان عليهما؟ هل والدنا المتوفي له نصيب من وقتنا في الزيارة و الدعاء؟ هل والدنا ذاق و تنعم من خيراتنا مثل ما تنعمنا في خيره سنوات وسنوات؟ هل علمنا أبنائنا زيارة و مساعدة أجدادهم كما علمها لنا والدينا؟ أخيرا و ليس آخرا .. علينا أن نرفع أكف الضراعة و ندعو .. اللهم بارك في صحة أبائنا وأمنحهم الصحة والعافية وراحة البال واجعلهم دائما وأبدا السند وجسر الأمن والأمان للأسرة بأكملها، وأشفي وعافي كل أب مريض سكن جسده المرض ويتألم ، وأرحم و أغفر كل أب توفاه الله .





















